فصل: فصل في المحلى بأل من هذا الحرف

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: فيض القدير شرح الجامع الصغير من أحاديث البشير النذير **


قال الراغب‏:‏ ذكر اللّه تارة يكون لعظمته فيتولد منه الهيبة والإجلال وتارة لقدرته فيتولد منه الخوف والحزن وتارة لفضله ورحمته فيتولد منه الرجاء وتارة لنعمته فيتولد منه العز فحق المؤمن أن لا ينفك أبداً عن ذكره على أحد هذه الوجوه‏.‏

- ‏(‏فر عن أنس‏)‏ بن مالك‏.‏

4331 - ‏(‏ذكر الأنبياء من العبادة وذكر الصالحين‏)‏ أي القائمين بما وجب عليهم من حقوق الحق والخلق ‏(‏كفارة‏)‏ للذنوب ‏(‏وذكر الموت صدقة‏)‏ أي يؤجر عليه كما يؤجر على الصدقة ‏(‏وذكر القبر‏)‏ أي أحواله وأهواله ‏(‏يقربكم من الجنة‏)‏ لأن ذلك من أعظم المواعظ وأشد الزواجر عن المعاصي وأبعث على فعل الطاعات ولا يقرب إلى الجنة إلا ذلك وظاهر صنيع المصنف أن ذا هو الحديث بتمامه والأمر بخلافه بل بقيته عند مخرجه الديلمي وذكر النار من الجهاد وذكر القيامة يباعدكم من النار وأفضل العبادة ترك الحيل ورأس مال العالم ترك التكبر وثمر الجنة ترك الحسد والندامة من الذنوب التوبة الصادقة اهـ فاقتصار المصنف على هذه القطعة غير جيد‏.‏

- ‏(‏فر عن معاذ‏)‏ بن جبل وفيه محمد بن محمد الأشعث قال الذهبي‏:‏ اتهمه ابن عدي أي بالوضع وكذبه الدارقطني والوليد بن مسلم ثقة مدلس ومحمد بن راشد قال النسائي ليس بالقوي‏.‏

‏[‏ص 565‏]‏ 4332 - ‏(‏ذكر عليّ‏)‏ بن أبي طالب ‏(‏عبادة‏)‏ أي عبادة اللّه التي يثيب عليها والمراد ذكره بالترضي عنه أو بذكر مناقبه وفضائله أو بنقل كلامه وتقرير مواعظه وأذكاره وأحكامه أو برواية الحديث عنه أو نحو ذلك‏.‏

- ‏(‏فرعن عائشة‏)‏ وفيه الحسن بن صابر قال الذهبي‏:‏ قال ابن حبان منكر الحديث‏.‏

4333 - ‏(‏ذكرت‏)‏ بصيغة الفاعل ‏(‏وأنا في الصلاة تبراً‏)‏ بكسر فسكون الذهب لم يصف ولم يضرب ‏(‏عندنا فكرهت أن يبيت عندنا فأمرت بقسمته‏)‏ قبل المساء وفي رواية فقسمته وفيه أن التفكر في الصلاة فيما لا يتعلق بها لا يفسدها ولا ينقص كمالها وأن إنشاء العزم في أثنائها على ما يجوز لا يضر وإطلاق الفعل على الأمر وحل الاستنابة مع التمكن من المباشرة‏.‏

- ‏(‏حم خ عن عتبة‏)‏ بضم المهملة وسكون الفوقية ‏(‏بن الحارث‏)‏ بمثلثة بن عامر بن نوفل النوفلي المكي من مسلمة الفتح‏.‏

4334 - ‏(‏ذمة المسلمين واحدة‏)‏ أي هي كشيء واحد لا تختلف باختلاف المراتب ولا يجوز نفضها بتفرد العاقد بها‏.‏ قال القاضي‏:‏ والذمة العهد سمي به لأنه يذم متعاطيه على إضاعته وقال غيره‏:‏ الذمة ما يذم على إضاعته من عهد أو أمان ومنه سمي المعاهد ذمياً ‏(‏فإذا جارت عليهم جائرة‏)‏ أي إذا أجار واحد من المسلمين - شريف أو وضيع - كافراً أي أعطاه ذمته ‏(‏فلا تخفروها‏)‏ بخاء معجمة وراء وهو بضم التاء وكسر الفاء أصوب من فتح التاء وضم الفاء أي لا تنقضوا عهده وأمانه بل امضوا وإن كان عبداً أو ضعيفاً أو أنثى ‏(‏فإن لكل غادر لواء‏)‏ زاد في رواية عند استه ‏(‏يعرف به يوم القيامة‏)‏ والمراد النهي عن نقضها وأن من نقض ذمة غيره فكأنه نقض ذمة نفسه‏.‏

- ‏(‏ك عن عائشة‏)‏ ورواه عنه أبو يعلى باللفظ المزبور قال الهيثمي‏:‏ وفيه محمد بن سعد وثقه ابن حبان وضعفه أبو زرعة وبقية رجاله رجال الصحيح‏.‏

4335 - ‏(‏ذنب العالم واحد وذنب الجاهل ذنبان‏)‏ وظاهر صنيع المصنف أن هذا هو الحديث بتمامه وهو ذهول بل بقيته عند مخرجه الديلمي قيل‏:‏ ولم يا رسول اللّه قال‏:‏ العالم يعذب على ركوبه الذنب والجاهل بعذب على ركوبه الذنب وترك العلم اهـ بلفظه فاقتصار المصنف على أوّله وتركه ما هو بيان وشرح له من سوء التصرف وهذا قد يعارضه الحديث الآتي ويل لمن لا يعلم ولو شاء اللّه لعلمه واحد من الويل وويل لمن يعلم ولا يعمل سبع من الويل‏.‏

- ‏(‏فر عن ابن عباس‏)‏ وفيه جويبر بن سعيد قال الذهبي‏:‏ قال الدارقطني وغيره متروك‏.‏

4336 - ‏(‏ذنب لا يغفر‏)‏ أي الذنب الذي هو الجرم بحسب المغفرة على ثلاثة أقسام الأول ذنب لا يغفره اللّه تعالى بمعنى أنه تعالى حكم بأنه لا يدخل صاحبه الجنة بل يخلده في النار ‏(‏و‏)‏ الثاني ‏(‏ذنب لا يترك‏)‏ بضم أوله أي لا يهمله اللّه ولا يضيعه عملاً بقضية ما أوجبه على نفسه وأمر به عباده إقامة من ناموس العدل ‏(‏و‏)‏ الثالث ‏(‏ذنب يغفر‏)‏ بالبناء للمفعول أي يرجى ‏[‏ص 566‏]‏ أن يغفره اللّه تعالى بالاستغفار والتوبة وقد يغفره بدون ذلك أيضاً على مذهب أهل الحق ‏(‏فأما الذنب الذي لا يغفر فالشرك باللّه‏)‏ ومصداقه ‏{‏إن اللّه لا يغفر أن يشرك به‏}‏ ‏(‏وأما الذي يغفر فذنب العبد‏)‏ الذي ‏(‏بينه وبين اللّه عز وجل‏)‏ من حقوق اللّه تعالى أي فالعفو يسارع إليه والتكفير يتطرق له لأنه حق أكرم الأكرمين ‏(‏وأما الذي لا يترك فظلم العباد بعضهم بعضاً‏)‏ فأكثر ما يدخل الموحدين النار مظالم العباد فديوان العباد هو الديوان الذي لا يترك أي لا يهمل فهذا القسم يحتاج إلى التراد إما في الدنيا بالاستحلال أو رد العين وإما في الآخرة برد ثواب الظالم إليه أو أنه تعالى يرضي المظلوم بفضله وكرمه ولطفه كما في حديث عرفة‏.‏

- ‏(‏طب‏)‏ وكذا في الصغير ‏(‏عن سلمان‏)‏ الفارسي قال الهيثمي‏:‏ فيه يزيد بن سفيان بن عبد اللّه بن رواحة ضعيف تكلم فيه ابن حبان وغيره وبقية رجاله ثقات وفي الميزان يزيد بن سفيان له نسخة منكرة تكلم فيها ابن حبان ومن مناكبره هذا الخبر وساقه كما هنا وبه يعرف وهم المصنف في رمزه لصحته‏.‏

4337 - ‏(‏ذنب يغفر وذنب لا يغفر وذنب يجازى به فأمّا الذنب الذي لا يغفر فالشرك باللّه‏)‏ ‏{‏إن اللّه لا يغفر أن يشرك به‏}‏ ‏(‏وأما الذنب الذي يغفر فعملك‏)‏ الذي ‏(‏بينك وبين ربك‏)‏ أي مالكك ‏(‏وأما الذنب الذي يجازى به فظلمك أخاك‏)‏ أي في الإسلام فإن اللّه سبحانه لا يظلم مثقال ذرة وفي بعض الآثار إن العبد ليوقف بين يدي اللّه وله من الحسنات أمثال الجبال ولو سلمت له لكان من أهل الجنة فيقوم أصحاب المظالم ويكون قد سب هذا وأخذ مال هذا وضرب هذا فينقص من حسناته فتقول الملائكة ربنا فنيت حسناته وبقي مطالبون فيقال ألقوا من سيئاتهم على سيئاته وصكوا به صكاً في النار‏.‏

- ‏(‏طس عن أبي هريرة‏)‏ قال الهيثمي‏:‏ فيه طلحة بن عمرو وهو متروك‏.‏

4338 - ‏(‏ذهاب البصر‏)‏ أي العمى إذا طرأ على الإنسان ‏(‏مغفرة للذنوب‏)‏ التي كان عملها، ظاهره يتناول الكبائر ‏(‏وذهاب السمع‏)‏ أي الصمم إذا عرض للمرء ‏(‏مغفرة للذنوب‏)‏ كذلك ‏(‏وما نقص من الجسد‏)‏ كقطع يد أو رجل ‏(‏فعلى قدر ذلك‏)‏ أي بحسبه وقياسه‏.‏

- ‏(‏عد خط‏)‏ وأبو نعيم كلهم جميعاً من طريق داود بن الزبرقان عن مطر الوراق عن هارون بن عنترة عن عبد اللّه بن السائب عن زاذان ‏(‏عن ابن مسعود‏)‏ قضية صنيع المصنف أن مخرجه سكت عليه والأمر بخلافه بل تعقبه ابن عدي بقوله‏:‏ هذا منكر المتن والإسناد وهارون بن عنترة لا يحتج به وداود بن الزبرقان ليس بشيء اهـ ولهذا حكم ابن الجوزي بوضعه وتبعه على ذلك المؤلف في مختصر الموضوعات‏.‏

4339 - ‏(‏ذهب المفطرون اليوم‏)‏ أي يوم كان الناس مع النبي صلى اللّه عليه وسلم في السفر فصام قوم فلم يصنعوا شيئاً لعجزهم عن العمل وأفطر قوم فبعثوا الركاب وعالجوا فبشرهم النبي صلى اللّه عليه وسلم بأنهم ذهبوا ‏(‏بالأجر‏)‏ أي الوافر قال الطيبي‏:‏ فيه من المبالغة ما فيه أي أنهم مضوا واستصحبوا معهم الأجر ولم يتركوا لغيرهم منه شيئاً اهـ‏.‏ وهو أجر ما فعلوه من خدمة الصائمين بضرب الأبنية والسقى وغير ذلك لما حصل منهم النفع المتعدي ومثل أجر الصوام لتعاطيهم أشغالهم وأشغال الصوام وأما الصائمون فحصل لهم أجر الصوم التام ولم يحصل لهم من الأجر ما حصل للمفطرين وليس المراد نقص أجر الصوام بل أن المفطرين أجرهم أعظم لقيامهم بوظائف الوقت فاللام للعهد ويحتمل ‏[‏ص 567‏]‏ كونها للجنس وتفيد المبالغة بأن يبلغ أجرهم مبلغاً ينغمر فيه أجر الصوام فيجعل كأن الأجر كله للمفطر كما يقال زيد الشجاع وفيه أن الفطر في السفر أولى‏.‏

- ‏(‏حم ق ن‏)‏ في الصوم ‏(‏عن أنس‏)‏ بن مالك‏.‏

4340 - ‏(‏ذهبت النبوة‏)‏ اللام للعهد والمراد نبوته ‏(‏وبقيت المبشرات‏)‏ بكسر الشين المعجمة جمع مبشرة وهي البشرى وفسرها في الخبر الآتي بأنها الرؤيا الصالحة قيل وللآدمي روحان فإذا نام خرجت روح فأتت الحميم والصديق والبعيد والقريب فما كان منها في ملكوت السماوات فهي الصادقة وما في الهواء فأضغاث قال ابن التين‏:‏ معنى الحديث أن الوحي انقطع بموت المصطفى صلى اللّه تعالى عليه وآله وسلم ولم يبق ما يعلم منه ما سيكون إلا الرؤيا ويرد عليه الإلهام فإن فيه إخباراً بما سيكون وهو للأنبياء بالنسبة للوحي كالرؤيا وتقع لغير الأنبياء وقد أخبر كثير من الأنبياء والأولياء عن أمور فكانت كذلك وجوابه أن الإلهام نادر وخاص فلا يرد‏.‏

- ‏(‏ه عن أم كرز‏)‏ بضم الكاف وسكون الراء بعدها زاي الكعبة ورواه عنها أحمد وصححه ابن خزيمة وابن حبان والبزار وقال‏:‏ لا نعلمه يروى عنها إلا من هذا الوجه ورواه البخاري في تاريخه الأوسط باللفظ المزبور عن أبي الطفيل مرفوعاً‏.‏

4341 - ‏(‏ذهبت النبوة فلا نبوة من بعدي‏)‏ أي بعد وفاتي ‏(‏إلا المبشرات الرؤيا الصالحة‏)‏ يدل مما قبله أو خبر مبتدأ محذوف أي وهي الرؤيا الصالحة ‏(‏يراها الرجل‏)‏ يعني الإنسان ذكر الرجل وصف طردي ‏(‏أو ترى‏)‏ بالبناء للمفعول أي يراها غيره من الناس له قال الحافظ في الفتح‏:‏ ظاهر الاستثناء مع ما تقدم ويجيء من أن الرؤيا جزء من النبوة أن الرؤيا نبوة وهو غير مراد لأن جزء الشيء لا يستلزم ثبوت وصفه له كمن قال أشهد أن لا إله إلا اللّه رافعاً بها صوته لا يسمى مؤذناً ولا يقال إنه أذن وإن كان جزءاً من الأذان وكل من قرأ قائماً لا يسمى مصلياً وإن كانت القراءة جزءاً من الصلاة ثم أن الرؤيا الصالحة وإن اختصت غالباً بأهل الصلاح لكن قد يقع لغيرهم قال علماء التعبير‏:‏ إذا رأى كافر أو فاسق رؤيا صالحة كانت بشرى بهدايته أو توبته أو إنذار من بقائه على حاله وقد يرى ما يدل على الرضى بما هو فيه ابتلاء وغروراً ومكراً نعوذ باللّه‏.‏

- ‏(‏طب عن حذيفة‏)‏ بضم المهملة الأولى ‏(‏بن أسيد‏)‏ بفتح الهمزة الغفاري صحابي من أصحاب الشجرة ورواه عنه أيضاً البزار باللفظ المزبور قال الهيثمي‏:‏ رجال الطبراني رجال الصحيح ومن ثمة رمز المصنف لصحته‏.‏

4342 - ‏(‏ذهبت العزى‏)‏ بضم المهملة وشدة الزاي المفتوحة ‏(‏فلا عزى بعد اليوم‏)‏ أراد به الصنم الذي كانوا يعبدونه ويسمونه بهذا الاسم فأرسل إلى كسره فكسر حتى صار رضاضاً فلما أخبر بذلك ذكره فأفاد بذلك أن هذه الأمة محفوظة من عبادة الأصنام إلى يوم القيامة‏.‏

- ‏(‏ابن عساكر‏)‏ في التاريخ ‏(‏عن قتادة‏)‏ بن دعامة ‏(‏مرسلاً‏)‏‏.‏

4343 - ‏(‏ذو الدرهمين أشد حساباً من ذي الدرهم وذو الدينارين أشد حساباً من الدينار‏)‏ ولهذا أدخل الفقراء الجنة قبل الأغنياء بخمس مئة عام قال الغزالي‏:‏ وما من شيء في الدنيا يتخلف عنك عند الموت إلا وهو حسرة عليك بعده فإن شئت فاستكثر وإن شئت فاستقل فإن استكثرت فلست مستكثراً من حسرة وإن استقللت فلست تخفف إلا عن ظهرك وما أعطي عبد من الدنيا إلا قيل له‏:‏ خذه على ثلاثة أثلاث شغل وهم وطول حساب‏.‏

- ‏(‏ك في تاريخه‏)‏ تاريخ نيسابور ‏[‏ص 568‏]‏ ‏(‏عن أبي هريرة‏)‏ مرفوعاً ‏(‏هب عن أبي ذر موقوفاً

‏[‏أي لم يرفعه للنبي صلى اللّه عليه وسلم قال العراقي في ألفيته‏:‏

وسم بالموقوف ما قصرته * بصاحب وصلت أو قطعته

وبعض أهل الفقه سماه الأثر * وإن تقف بغيره قيد تبر‏]‏

4344 - ‏(‏ذو السلطان وذو العلم أحق بشرف المجلس‏)‏ ممن سواهما من الرعايا والمراد العلم الشرعي وما كان آلة له والحديث بظاهره يتناول ما إذا كان السلطان جائراً والعالم فاسقاً لا سيما إن خيف من تأخيره فتنة وقد كان المصطفى صلى اللّه عليه وسلم يعظم أكابر كفار قريش ويكرمهم ويصدرهم في المجالس يتألفهم بذلك‏.‏

- ‏(‏فر عن أبي هريرة‏)‏ وفيه يعقوب بن حميد قال الذهبي‏:‏ ضعفه أبو حاتم وغير واحد وما ترك وفيه رجل مجهول ورواه عنه أيضاً أبو نعيم ومن طريقه وعنه أورده الديلمي مصرحاً فلو عزاه المصنف للأصل لكان أولى‏.‏

4345 - ‏(‏ذو الوجهين في الدنيا‏)‏ قال النووي‏:‏ وهو الذي يأتي كل طائفة بما تحب فيظهر لها أنه منها ومخالف لضدها وصنيعه خداع ليطلع على أحوال الطائفتين وقال ابن العربي‏:‏ الوجه هنا بمعنى القصد ‏(‏يأتي يوم القيامة‏)‏ أي يجاء به إلى الموقف ‏(‏وله وجهان من نار‏)‏ جزاء له على إفساده وتشهيراً له في ذلك الموقف الأعظم بين كافة الخلائق فإن ذلك أصل من أصول النفاق يكون مع قوم وفي حال على صفة ومع آخرين بخلافهما والمؤمن ليس إلا على حالة واحدة في الحق لا يخاف في اللّه لومة لائم إلا إن كان ثمة ما يوجب مداراة لنحو اتقاء شر أو تأليف أو إصلاح بين الناس كإتيانه كلاً بجميل يعتذر لكل عن الآخر فإنه حسن مرغوب فيه وبما تقرر عرف أنه لا تدافع بين هذا وبين قول المصطفى صلى اللّه عليه وسلم فيمن استأذن عليه بئس أخو العشيرة فلما دخل ألان له القول وقول عليٍّ‏:‏ إنا لنبش في وجوه أقوام وقلوبنا تلعنهم‏.‏

- ‏(‏طس عن سعد‏)‏ بن أبي وقاص رمز المصنف لحسنه وهو خطأ فقد جزم المنذري بضعفه وقال الهيثمي وغيره‏:‏ فيه خالد بن يزيد العمري وهو كذاب‏.‏

4346 - ‏(‏ذيل المرأة شبر‏)‏ أي ينبغي أن تجره على الأرض شبراً زيادة في الستر المطلوب لها وهذا قاله أولاً ثم استزدته فزادهن شبراً آخر فصار ذراعاً وقال‏:‏ لا تزدن عليه وقال الزين العراقي‏:‏ فالأولى لهنّ الاقتصار على الشبر ولهنّ الزيادة إلى ذراع فقط وهذا كما أنه مدح الإزار في حق الرجل إلى نصف الساق ثم نفى الحرج فيما بعد ذلك إلى الكعبين فينبغي أن تكون المرأة كذلك ليس لها الاقتصار على ما رخص فيه أولاً ولها أن تستكمل الرخصة في الذراع اهــ‏.‏

- ‏(‏هق عن أمّ سلمة‏)‏ قالت‏:‏ سئل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كم تجر المرأة من ذيلها قال‏:‏ شبراً قالت‏:‏ إذن ينكشف عنها قال‏:‏ فذراع لا تزيد عليه ‏(‏د عن ابن عمر‏)‏ بن الخطاب قال‏:‏ رخص ‏[‏حيث قال ابن عمر ‏"‏رخص رسول الله‏"‏، وحيث أن الأصل كان النهي عن جر الذيل، فيتضح أن هذا الحديث أتى لتبيين الرخصة في تطويل الذيل، وليس لتبيين المقدار الواجب منه - أي الطول الذي يحرم التقصير عنه، فليتنبه‏.‏ دار الحديث‏]‏ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لأمهات المؤمنين شبراً ثم استزدنه فزادهن شبراً، رمز المصنف لصحته‏.‏

4347 - ‏(‏ذيلك‏)‏ بالكسر خطاب لمؤنث والخطاب مع فاطمة أو أم سلمة ‏(‏ذراع‏)‏ أي بذراع اليد وهو شبران فلا يزاد على ذلك لحصول المقصود من زيادة الستر به قال الزين العراقي‏:‏ وهل أول الذراع من الحد الممنوع منه الرجال وهو من الكعبين أو من الحد المندوب وهو نصف الساق أو من أول ما يمس الأرض‏؟‏ الظاهر الثالث‏.‏

- ‏(‏ه عن أبي هريرة‏)‏ ورواه عنه أيضاً الديلمي وغيره وقد رمز المصنف لحسنه‏.‏

*2* -‏[‏ص 569‏]‏  فصل في المحلى بأل من هذا الحرف ‏[‏أي حرف الذال‏]‏ـ

4348 - ‏(‏الذباب كله‏)‏ في رواية كلها ‏(‏في النار‏)‏ ليعذب به أهلها لا ليعذب هو كذا أوله الخطابي كالجاحظ ‏(‏إلا النحل‏)‏ فإن فيه شفاء فلا يناسب حالهم وتمامه عند الطبراني وغيره ونهى عن قتلهنّ وعن إهراق الطعام في أرض العدو‏[‏نهى عن إهراق الطعام في أرض العدو لما فيه من الإفساد والتخريب‏.‏ فليتنبه إلى سمو تعاليم الإسلام، بالمقارنة مع أفعال أدعياء ‏"‏التمدن‏"‏ و ‏"‏الحضارة‏"‏‏:‏ خبراء القنبلة الذرية والغازات السمة والنابالم وشتى أصناف التدمير الجماعي، وشتان بين الثرى والثريا‏.‏ دار الحديث‏]‏ والذباب يتولد من العفونة‏.‏ حُكِيَ أن بعض الخلفاء سأل الشافعي‏:‏ لم خلق الذباب فقال‏:‏ مذلة للمملوك، وكان على لحيته ذبابة‏.‏ قال الشافعي‏:‏ سألني ولا جواب عندي فاستنبطته من الهيئة الحاصلة‏.‏

- ‏(‏البزار‏)‏ في مسنده ‏(‏ع‏)‏ عن ابن عمر قال الهيثمي‏:‏ رجال أبي يعلى ثقات قال ابن حجر في الفتح‏:‏ سنده لا بأس به ‏(‏طب عن ابن عمر‏)‏ بن الخطاب وفيه إسماعيل بن مسلم البصري قال في الميزان‏:‏ عن أحمد وغيره منكر الحديث وعن يحيى لا يكتب حديثه وعن البخاري تركوه وعن الأزدي كذاب ثم ساق له هذا الخبر وقال الحافظ ابن حجر‏:‏ حديث ابن عمر هذا ضعيف ‏(‏طب عن ابن عباس وعن ابن مسعود‏)‏ قال الهيثمي‏:‏ رواه الطبراني في الكبير والأوسط بأسانيد وبعضها رجاله ثقات كلهم وفي رواية أبي يعلى زيادة ولفظها عمر الذباب أربعون يوماً والذباب كله في النار اهـ قال الهيثمي‏:‏ ورجاله ثقات وبه عرف أن حكم ابن الجوزي له بالوضع في حيز المنع‏.‏

4349 - ‏(‏الذبيح إسحاق‏)‏ أخذ به الأكثر وأجمع عليه أهل الكتابين وعزى الثلاثين من الصحب وتابعيهم أو يزيدون واختاره ابن جرير وجزم به في الشفاء لكن سياق الآية شاهد لكونه إسماعيل إذ هو الذي كان بمكة ولم ينقل أن إسحاق كان بها ورجحه معظم المحدثين وقال الحليمي‏:‏ إنه الأظهر وأبو حاتم‏:‏ إنه صحيح والبيضاوي‏:‏ الأظهر وابن القيم‏:‏ الصواب قال‏:‏ والقول بأنه إسحاق باطل من نيف وعشرين وجهاً قاله المصري ويدل لكونه إسماعيل أنه سبحانه وصفه بالصبر دون إسحاق فدل على أنه الصبر على الذبح وبصدق الوعد فدل على أن المراد أنه وعد بالصبر على ذبح نفسه ومن ثم قيل للمصطفى صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم‏:‏ ابن الذبيحين‏.‏

- ‏(‏قط في‏)‏ كتاب ‏(‏الأفراد عن ابن مسعود البزار‏)‏ في مسنده ‏(‏وابن مردويه‏)‏ في تفسيره ‏(‏عن العباس بن عبد المطلب‏)‏ قال الهيثمي‏:‏ وفيه المبارك بن فضالة ضعفه الجمهور اهـ ورواه عنه الحاكم من طرق وقا‏:‏ل على شرطهما وقال الذهبي‏:‏ صحيح ‏(‏ابن مردويه‏)‏ في التفسير ‏(‏عن أبي هريرة‏)‏ قال ابن كثير‏:‏ فيه الحسن بن دينار متروك وشيخه منكر ورواه ابن أبي حاتم مرفوعاً وموقوفاً والموقوف أصح وتعقبه المصنف بأن البزار رواه مرفوعاً وله شواهد‏.‏

4350 - ‏(‏الذكر خير من الصدقة‏)‏ أي من صدقة النفل وظاهره أن هذا هو الحديث بتمامه والأمر بخلافه بل بقيته عند مخرجه أبي الشيخ والذكر خير من الصيام اهـ‏.‏ فتركه غير مرضي قال في الكشاف‏:‏ وذكر اللّه يتناول كل ما كان عن ذكر طيب كتسبيح وتهليل وتكبير وتمجيد وتوحيد وصلاة وتلاوة قرآن ودراسة علم‏[‏وضبط النفس عن الحرام إجلالا لله، والسعي على المعاش عبودية لله، وخدمة المسلمين وإدخال السرور عليهم إكراما لربهم ومولاهم سبحانه وتعالى، وهكذا‏.‏ دار الحديث‏]‏ وغير ذلك مما كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يستغرق به ساعات ليله ونهاره‏.‏

لو اقترن بالذكر فعل لم يبطل ثوابه كما بينه ابن عربي حيث قال‏:‏ قد يكون الإنسان في بعض أموره موفق أو في بعضها مخذولاً كالذاكر للّه بقلبه ولسانه وهو يضرب بيده من يحرم ضربه لم يقدح في ذكره كما لا يرفع ذلك الذكر إثمه‏.‏

- ‏(‏أبو الشيخ ‏[‏ابن حبان‏]‏‏)‏ ابن حبان ‏(‏عن أبي هريرة‏)‏ ورواه عنه أيضاً الديلمي‏.‏

4351 - ‏(‏الذكر نعمة من اللّه فأدوا شكرها‏)‏ باللسان والأركان والجنان فذكر اللسان القول وذكر اليد العمل وذكر النفس ‏[‏ص 570‏]‏ الحال والانفعال وذكر القلب المعرفة والعلم واليقين ولكل شيء ذكر بحسبه ومن ثمرات الذكر أنه يوسع الرزق والإعراض عنه يقلله ولذا قال بعض أكابر الصوفية‏:‏ لا يعرض أحد عن ذكر ربه إلا ويظلم عليه وقته ويشوش عليه رزقه‏.‏